فلسطينيات

صعّدت قوات الاحتلال الصهيوني من هجماتها ضد المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة عقب التصريحات "العبثية" التي أدلى بها رئيس السلطة محمود عباس في العاصمة المصرية القاهرة، والتي أدان خلالها صواريخ المقاومة الفلسطينية، وطالب أجنحتها بوقف إطلاق الصواريخ باتجاه المغتصبات الصهيونية.
وفي الوقت ذاته؛ امتنع عباس عن إدانة العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، والحصار المفروض عليه منذ قرابة تسعة شهور، بينما اعتبرت المقاومة الفلسطينية تصريحات عباس تأتي لإعطاء الاحتلال الصهيوني الضوء الأخضر في مواصلة عدوانه على الأهالي والمواطنين في قطاع غزة.

عباس يحرّض ضد القطاع ويبرر العدوان

وكان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس قد حرّض مجدداً على قطاع غزة، وادعى بأن تنظيم "القاعدة"، الذي يتزعمه أسامة بن لادن، موجود في قطاع غزة، بل واتهم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بمساعدة التنظيم على الدخول والخروج للقطاع وبالتحالف معه، وقال: "أعتقد جازماً بوجود القاعدة في الأراضي الفلسطينية، وبالتحديد في غزة، وأن ذلك الوجود تم بتسهيل من حماس".
ويرى المراقبون بأن هذه التصريحات، والتي تأتي بالتزامن مع تصريح له أدلى به من العاصمة المصرية القاهرة، ربط فيه رفع الحصار المفروض على قطاع غزة بوقف صواريخ المقاومة، أن هذه التصريحات جاءت كضوء أخضر جديد من قبل رئيس السلطة الفلسطينية للاحتلال الصهيوني لشن المزيد من العمليات ضد المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة، بهدف "الضغط" على "حماس".
وعقب تصريحات عباس؛ ارتكبت قوات الاحتلال الصهيوني مجزرة صهيونية بشعة الأربعاء (27/2)، عقب سلسلة عمليات اغتيال نفذتها طائرات الاحتلال وقواته في قطاع غزة والضفة الغربية، ارتقى خلالها عشرة شهداء، خمسة منهم من "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس". وأربعة مواطنين وأطفال وكلهم من قطاع غزة، بينما ارتقى شهيد واحد في الضفة الغربية.
وقد أعلنت المصادر الطبية الفلسطينية أن الشهداء الذين ارتقوا نتيجة العدوان الصهيوني هم: الشهيد القائد عمر أبو عكر (26 عاماً) والشهيد عزيز مسعود (21 عاماً) والشهيد حسن المطوق *(19 عاماً) والشهيد عبد الله عدوان (22 عاماً) والشهيد محمد أبو الحصين (20 عاماً)، وكلهم من كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس".
وأضافت المصادر الطبية الفلسطينية كذلك عن استشهاد طفلين فلسطينيين هما الشهيد الطفل أنس المناعمة والشهيد الطفل بلال حجازي، حيث وصلا إلى مستشفى كمال عدوان أشلاء متناثرة، كما وكانت المصادر الطبية قد أعلنت عن استشهاد المواطن منور أبو منديل (27 عاماً) وهو حارس في مزرعة الريس، واستشهاد المجاهد زكي عدنان أبو زيد (20 عاماً) من سكان مخيم البريج (وسط قطاع غزة)، وهو من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وكانت مصادر محلية في الضفة الغربية قد أكدت نبأ استشهاد الشاب إبراهيم المسيمي (25 عاماً) الناشط في كتائب الأقصى.
من جهتها؛ اعتبرت حركة "حماس" أن تصريحات رئيس السلطة محمود عباس حول وجود تنظيم "القاعدة" في غزة "تأتي في سياق سياسة التحريض التي يمارسها ضد حركة حماس ومحاولته الاستقواء بالمجتمع الدولي ضد الحركة". وقالت الحركة، في مؤتمر صحفي عقده الناطق باسمها سامي أبو زهري مساء الأربعاء (27/2): "إن الأخطر من ذلك هو الاعترافات التي أدلى بها المتهمون بمحاولة تفجير حفل الحجاج بأنه سيُقال في حال نجاحها بأن القاعدة مسؤولة عن هذه التفجيرات ليصيدوا عصفورين بحجر واحد حماس والقاعدة، وهذا ما يعني أن قضية القاعدة في غزة هي من صناعات أبو مازن (رئيس السلطة محمود عباس) الإعلامية للمس بحركة حماس".
وكانت الحركة قد رفضت محاولة عباس المتكررة الربط بين وقف العدوان والحصار الصهيوني وبين قضية صواريخ المقاومة "لأن هذا يعني تبريراً للعدوان الصهيوني ومنح الاحتلال الضوء الأخضر لمواصلة عدوانه تحت هذه الذريعة"، موجهة له تساؤلاً: "إذا كان الاحتلال الصهيوني يهاجم غزة بسبب الصواريخ، فهل هناك صواريخ في الضفة حتى يجتاحها كل يوم وآخر، أمثلة ذلك اغتيال اثنين من كتائب الأقصى في نابلس اليوم رغم أنهم سلموا سلاحهم لأجهزة أمن سلطة الانقلاب وكانوا مشمولين في قوائم العفو الصهيونية المزعومة".
كما وربطت حركة "حماس" خلال المؤتمر بين استهداف الاحتلال لخمسة من كتائب القسام اليوم الأربعاء وبين تصريحات رئيس السلطة محمود عباس يوم أمس والتي ندد فيها بالصواريخ، معتبرة أن هذه التصريحات "وفّرت غطاء للاحتلال لهذا التصعيد وفي ظل ذلك"، مؤكدة في الوقت ذاته أنها "ستستمر في مواجهة هذا العدوان المتواصل بكل الأشكال الممكنة طالما استمر الصمت الدولي عن هذه الجرائم".

من جهتها؛ دعت وزارة الداخلية في حكومة تسيير الأعمال برئاسة إسماعيل هنية، وعلى لسان الناطق باسمها المهندس إيهاب الغصين عباس إلى "وقف المفاوضات العبثية فوراً، والعودة إلى حضن الشعب الفلسطيني والالتحام معه في المقاومة"، موضحة أن الاحتلال الصهيوني لابد من مقاومته بكافة الوسائل المشروعة.
وشدد المهندس الغصين في تصريح أدلى به لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" على أن "الحديث عن هدنة وتهدئة مع العدو الصهيوني في ظل الاعتداءات المستمرة والمجازر الدائمة على شعبنا الفلسطيني هو نوع من العبث".
وكانت الوزارة ذاتها قد أعربت عن استغرابها واستهجانها من تناغم تصريحات عباس مع إجراءات الاحتلال الصهيوني ضد قطاع غزة والتي زعم فيها بتواجد تنظيم "القاعدة" في القطاع، نافية بشدة أي تواجد للقاعدة في القطاع، حيث نفت الوزارة في بيان لها بشدة أي وجود لتنظيم القاعدة حسب ما قاله رئيس السلطة"، مجددة استغرابها من تصريحات عباس، مؤكدة أن مثل هذه التصريحات هي بمثابة "ذرائع وغطاء للعدو الصهيوني لاستهداف المواطنين العزل في قطاع غزة، وأنها تندرج تحت الحملة الإعلامية التي يخوضها الاحتلال الصهيوني لضرب قطاع غزة وتشديد الحصار الخانق عليه".
ارجو الرد
ابو القاسم

مشكور اخي على موضوعك